فهرس الكتاب
الصفحة 547 من 614

.ومنها: وسطيتهم في مسألة التعامل مع القبور وأصحابها بين من لم يعرف للقبور قدرًا ولم يقم عليها وزنًا وبين من غلا فيها وعظمها التعظيم الزائد حتى جعلها أوثانًا تعبد من دون الله.

... ومنها: وسطيتهم في مسألة تعليق الكلام بالمشيئة بين من يعلق كل كلامه بالمشيئة، وبين من لا يعرف للمشيئة طريقًا، فقال أهل السنة: يعلق الكلام بالمشيئة في أحوال ولا يعلق في أحوال، فيعلق بها في الكلام المستقبلي الذي لم نتحقق وقوعه بالدليل، ويعلق بها أيضًا في الأمور الغيبية، ولا يعلق بها في الدعاء وفي الأمور التي مضت وانقضت، وهذا هو عين الوسطية.

... ومنها: وسطيتهم في باب التعامل مع الأولياء، بين من لم يقم لهم وزنًا ولم يعرف لهم قدرًا، بل يقع فيهم ثلبًا وسبًا وشتمًا وقدحًا وأذىً وغير ذلك، وبين من رفعهم إلى منازل الألوهية فاعتقد فيهم أنهم يتصرفون في أمر هذا العالم كما هو معتقد غلاة الروافض والقبوريين والصوفية، فقال أهل السنة: الأولياء لهم المنزلة العالية والمراتب السامية، لكنهم عبيد لله تعالى لا يملكون مع الله تعالى في خلقه وأمره لا نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا ولا تدبيرًا ولا تصريفًا، فعرفوا قدرهم وأنزلوهم منزلتهم ولم يرفعوهم عن هذه المنزلة التي أنزلهم الله إياها، وهذا هو الوسطية.

... ومنها: وسطيتهم في باب تعليق الإيمان بالمشيئة بين من يوجبه مطلقًا، وبين من يمنعه مطلقًا، فقالوا: إن كان المراد كمال الإيمان فلابد من تعليقه بالمشيئة وإن كان المراد به أصله فيمنع تعليقه بها.

... فهذه بعض الأمثلة على هذه القاعدة، ولأهميتها فقد أفردها بعض أهل العلم في تأليف خاص، وقد اعتمدناها في جملة قواعد أهل السنة في كتاب القواعد المذاعة، والله أعلى وأعلم.

... س 358: من المعتزلة؟ ولماذا سموا بذلك؟ وما أبرز أصولهم التي يقوم عليها مذهبهم؟ مع توضيح المراد بها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام