فهرس الكتاب
الصفحة 548 من 614

.. ج 358: المعتزلة هم أتباع واصل بن عطاء، وهي فرقة ظهرت في أوائل القرن الثاني، وسلكت منهجًا عقليًا متطرفًا في بحث العقائد الإسلامية.

... وسموا بذلك: لأن رئيسهم واصل بن عطاء اعتزل حلقة الحسن البصري لما خالفه في حكم مرتكب الكبيرة، فاعتزله وجلس عند سارية يقرر هذا المذهب، فاجتمع معه بعض الأتباع كعمرو بن عبيد وغيره، فسمي واصل ومن جلس إليه بالمعتزلة، لاعتزالهم حلقة أهل السنة وأهل الحديث.

... ومذهبهم مبني على خمسة أصول وهي التي يسميها أصحابها الأصول الخمسة:

... التوحيد: ويقصدون به نفي صفات الله تعالى، بحجة أنهم لو أثبتوا الصفات لاستلزم ذلك تعدد القدماء، فلابد من توحيد الله بالقدم، ولا يمكن ذلك إلا بإنكار الصفات وتحريفها، وبه تعلم موقف المعتزلة في باب الأسماء والصفات، فإنهم ينكرون الصفات جميعها، ويثبتون الأسماء بلا صفات، فأسماء الله تعالى عندهم أعلام محضة لمجرد التعريف فقط، فهم في باب الأسماء والصفات معطلة جهمية نفاة.

... والأصل الثاني عندهم العدل: ويقصدون به إخراج أفعال العباد أن تكون مخلوقة لله تعالى؛ لأنهم يعتقدون أن العبد هو الذي يخلق فعله وأنه لا تعلق أبدًا لأفعال العباد بمشيئة الله تعالى، فالعبد هو الذي يوجد فعله استقلالاً، وبه تعلم أن المعتزلة في باب خلق أفعال العباد قدرية مجوسية ثنوية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام