.. وكل هذه الطرق مبنية على الدجل والخرافة والتغرير، فإن هذه الأشياء إنما يتخذها الكهان للتدجيل وتغرير من يأتيهم بأنهم أصحاب على وإلا فالأخبار التي يخبرون بها ليست عن طريق هذه الأشياء في الحقيقة وإنما هي عن طريق شيطاينهم، ولذلك فالجامع في الكهانة أنها التدخل في ادعاء علم الغيب عن طريق ما يتلقفه الكاهن من أفواه الشياطين مع اتخاذه بعض الوسائل الظاهرة للخداع والتغرير، والله أعلم.
... ج 71: أقول: يعرف الكاهن بأمور كثيرة:
... منها: أنه غالبًا يسأل عن اسم الأم أو أحد الأقرباء.
... ومنها: أنه غالبًا ما يطلب بعض آثار المريض من ثياب أو ملابس داخلية كسراويل ونحوها.
... ومنها: أنه يعرف أيضًا باستخدام بعض الطرق الذي مر ذكرها في إجابة السؤال الماضي.
... ومنها: يعرض أيضًا بادعائه التطبب بالقرآن وهو لا يصلي ولا يرى في المساجد.
... ومنها: أنه غالبًا ما يأمر المريض بذبح شيء من الأنعام أو غيرها مما يؤكل من الحيوانات بشروط يمليها على المريض.
... ومنها: أنه يخبر المريض عن أشياء لم يخبره بها المريض ولا يعرف شيئًا عن حاله سابقًا أو يخبر المريض عن أشياء خاصة جدًا لا يطلع عليها إلا خواص الإنسان.
... ومنها: أن يُسمَع منه تمتمات وعبارات لا يفقه معناها.
... ومنها: أن بعضهم لا يعالج إلا في غرفة مظلمة.
... ومنها: إعطاء المريض بعض الأوراق التي فيها كتابات لا تقرأ وعبارات هي كالألغاز التي لا تفهم أو فيها بعض الأسماء الغريبة، وغالبًا ما يكون اسم الشيطان الذي يستعين به.
... ومنها: أمر المريض بعدم قراءة القرآن عند المجيء إليه وذلك حتى لا يفر الشيطان الذي يستعين به، بل وبعضهم ينهى المريض عن الصلاة في يوم العلاج وبعضهم ينهاه عن التسمية عند إرادة الدخول عليه في مكان علاجه.