.. والأوجه كما ذكرت كثيرة لكن هذا ما حضرني وقت تسطير هذه الأحرف اليسيرة التي أسأل الله جل وعلا باسمه الأعظم أن يبارك فيها وينفع بها مقيدها وعامة المسلمين، والله أعلم.
... ج 103: الملائكة: عالم غيبي مخلوقون من نور للقيام بأعمال مخصوصة.
... فقوله: (( عالم غيبي ) )قيد أخرج عالم الإنس؛ لأنه عالم مشاهد ظاهر.
... وقوله: (( مخلوقون من نور ) )قيد أخرج عالم الجن والشياطين؛ لأنهم مخلوقون من مارج من نار.
... وقوله: (( للقيام بأعمال مخصوصة ) )يدخل فيه جميع ما ورد من الأعمال التي يقوم بها الملائكة مما علمناه ومما لم نعلمه، والله أعلم.
... س 104: كيف يتم تحقيق الإيمان بالملائكة؟ مع التدليل والتفصيل.
... ج 104: لا يتم الإيمان بالملائكة إلا إذا استوفيت الإيمان بعدة أمور:
... الأول: أن تؤمن بوجودهم، وقد دل على وجودهم النقل، وذلك في آيات كثيرة سيأتي بعضها - إن شاء الله تعالى -، ويتضمن الإيمان بوجودهم الإيمان بأنهم أجسام لا أنهم مجرد أعراض أو أنهم قوى الخير كما يقوله بعض طوائف الفلاسفة الحمقى.
... الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم ومن لم نعلم اسمه منهم، فنؤمن بهم إجمالاً، فمن علمنا اسمه جبريل وميكائيل وإسرافيل ومالك ومنكر ونكير ورضوان، وكل من صح الدليل باسمه فنؤمن به وباسمه.
... الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم الواردة في الكتاب والسنة، ودونك بعضها:
... فمنها: أنهم أولوا أجنحة، قال تعالى: ? الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ?، وفي حديث أبي هريرة في تفسير قوله تعالى: ? حتى إذا فزع عن قلوبهم ?، قال: (( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ) ).