.. ومنها: الإخبار في آيات كثيرة بأن هذه المعبودات لا تضر ولا تنفع كما قال تعالى: ? ويعبدون من دون الله ملا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ?، فكيف تترك عبادة من بيده النفع والضر ويعبد من لا يملك نفعًا ولا ضرًا؟ وقال تعالى: ? فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب ?.
... ومنها: مناظرة إبراهيم - عليه السلام - مع قومه، فإنها من البراهين الواضحة والحجج القاطعة على بطلان عبادة ما سوى الله تعالى، فعليك بها قراءة وحفظًا وتدبرًا.
... ومنها: الإخبار الصريح بأن هذه المعبودات ليست بشركاء لله تعالى في ملكه وإلهيته وتصرفه وإنما هو ظن من أصحابها وتخرص كما قال تعالى: ? وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ?، وقال تعالى: ? ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ?، فعبادة هذه الأشياء إنما مبناه على الظن والكذب والهوى والتخرص.
... ومنها: إبطال عبادتها بقياس الأولى، فالله تعالى أبطل عبادة الملائكة، فقال تعالى: ? بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون ?، وقال تعالى: ? ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ?، وقال تعالى: ? وكم من ملك في السموات والأرض لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ?، وفي الحديث: (( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله ... ) )الحديث، فإذا كانت عبادة الملائكة على عظيم خلقهم وقوة أجسامهم باطلة فكيف بعادة الحجرة والشجر والصنم والقبر ونحوها؟