فهرس الكتاب
الصفحة 112 من 614

.. أحدهما: أن المشركين كانوا يقتلون بناتهم خوف العار ? وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به. أيمسكه على هون ? - أي ذلة وصغار - ? أم يدسه في التراب ?، وهم مع ذلك ينسبون البنات إلى الله سبحانه وتعالى فيقولون: الملائكة بنات الله، فقال تعالى: ? وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً ضل وجهه مسودًا وهو كظيم ?.

... الثاني: قرأت في مناظرة الباقلاني مع النصارى أنه لما دخل على أسقفهم وكبيرهم قال له - عمدًا: كيف الأهل والأولاد؟ فأنف الأسقف من ذلك وتمعر وجهه لأنه نسبه إلى النقص، إذ الأسقف عندهم لا يصلح أن تكون له زوجة ولا ولد، فقال الباقلاني: أيستحي أحدكم أن ينسب له الزوجة والولد وأنتم تقولون: إن الله اتخذ صاحبة وولدًا، فكيف ترضون لله ما لا ترضونه على أنفسكم. قلت: فهذا مثل هذا، والله أعلم.

... ومنها: الإخبار بضعف هذه المعبودات، كما قال تعالى: ? يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ? فكيف تترك عبادة القوي القادر من كل وجه ويعبد الضعيف العاجز من كل وجه؟

... ومنها: الاستدلال على ذلك، أي على أحقيته جل وعلا بالعبادة وتفرده بها بتوحيد الربوبية، وهذا كثير جدًا في القرآن يصعب حصره.

... ومنها: الإخبار بأن هذه المعبودات من الأشجار والأحجار والجن ومن رضي بعبادته من الطواغيت معهم في النار، فقال تعالى: ? إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ?.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام