.. ومنها: نفي هذه الآلهة بـ (لا) النافية للجنس، والمراد نفي أحقية عبادتها وذلك في آيات كثيرة يقول الله فيها: ? لا إله إلا هو ? فإن قوله: ? لا إله ? نكرة في سياق النفي وهي مفيدة للعموم، فكل ما عبد من دون الله جل وعلا فهو باطل وإنما المعبود بحق هو الله وحده جل وعلا.
... ومنها: الإخبار بأن هذه المعبودات ستتبرأ من عبادها يوم القيامة وتكون له عدوًا وخصمًا، وهذا يفيد بطلان زعمهم أنها تنفعهم في الآخرة، قال تعالى: ? وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين ?، وقال تعالى عن خليله إبراهيم - عليه السلام - أنه قال لقومه: ? وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ?.
... ومنها: الاستدلال عليهم بضرب الأمثال بما هو متقرر عندهم عقلاً وحسًا، كما في قوله تعالى: ? ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ?، أي أيرضى أحدكم أن يكون عبده شريكًا له في ماله فهو وعبده فيه سواء ينفق العبد من ماله كما ينفق ويتصرف فيه كما يتصرف فإن أحدكم يأنف من ذلك ولا يرضاه، أي أنه لا يرضى أن يكون عبده شريكًا في حقه فكيف تجعلون لله أندادًا من عبيده وخلقه وتصرفون لهم ما هو من خالص حقه؟ كيف ترضون لله ما لا ترضونه لأنفسكم؟ فأنتم لا ترضون أن يشارككم عبيدكم في حقكم وما تملكونه وأنتم تجعلون لله شركاء في عبادته التي هي حقه الصرف، فإن هذا أمر لا يرضاه الله أيضًا، ويذكرني هذا بأمرين: