فهرس الكتاب
الصفحة 571 من 614

.. ج 366: هذا سؤال عظيم النفع غزير البركة، وقبل الإجابة عنه أقول: أنني لا أدري الآن هل كنت قد كتبته سابقًا أو لا؟ لأنني أكتب الأسئلة درجًا تباعًا بلا فهرسة، والطلبة يأخذون مني ما أكتبه أولاً بأول، فإن كان قد سبق فالعفو والمعذرة، وإن كان لم يكتب فهذا أوان كتابته، والله يعفو عن الزلل وأستغفر الله تعالى وأتوب إليه.

... فأقول: الأسباب كثيرة وأذكر لك أهمها:

... الأول وهو أعظمها وأخطرها: وهو إرادة الهدى من غير الكتاب والسنة، فإن هذه الطوائف التي ضلت في هذا الباب لم تأخذ معتقداتها من الكتاب والسنة، وإنما أخذت عقائدها ومناهجها من عقولها المجردة وأهوائها العفنة، وما تمليه عليهم شياطينهم.

... وقد وردت الأدلة الكثيرة أن من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة أضله الله تعالى، فهم لا ينظرون في الكتاب والسنة نظر من يطلب الهداية والحق، وإنما نظر المجادل المعاند المستكبر الذي يصدق عليه قوله تعالى: ? فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ?، ولا يخفاك قوله - عليه الصلاة والسلام: (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده، كتاب الله وسنتي ... ) )، وغير ذلك من الأدلة التي قدمتها في أول الكتاب.

... الثاني: اختلاط النبع، ونعني به أن هناك بعض الطوائف الإسلامية تأخذ بالكتاب والسنة، ولكنها لم تقصر أخذ الاعتقاد عليهما، بل عولت على مناهج أخرى، كمناهج أهل الكلام وطرائق أهل الفلسفة، فكدر هذا الأخذ الآخر أصل المنبع الشافي والمورد الكافي الصافي كالأشاعرة، فهم لم يتركوا الكتاب والسنة جملة وتفصيلاً، بل أخذوا بهما، لكن في بعض المسائل فقط، ولكنهم عولوا على مذاهب الفلاسفة الأغبياء في باب الصفات والقدر وغير ذلك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام