فهرس الكتاب
الصفحة 446 من 614

.. ثالثًا ورابعًا: مجاهدتهم بالعلم والحجة والإغلاظ عليهم، قال تعالى: ? يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ?، والمجاهدة هنا تختلف، والمراد مجاهدة المنافقين، فإنها مجاهدة بالحجة والبرهان لا بالسيف والسنان.

... خامسًا: الإعراض عنهم، قال تعالى: ? سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ?، وقال تعالى: ? ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً ?.

... سادسًا: إغلاظ القول لهم وإقامة الحجة عليهم، قال تعالى: ? أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغًا ?.

... سابعًا: أننا لا نصلي على أحدٍ ثبت نفاقه يقينًا، وذلك لقوله تعالى: ? ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره ?.

... ثامنًا: أننا لا نشهد جنائزهم ولا نقوم على قبورهم كما في الآية السابقة، والشاهد منها قوله: ? ولا تقم على قبره ?، فيدل ذلك على المنع من شهود جنائزهم والقيام على قبورهم.

... تاسعًا: أن لا نستغفر لهم، كما قال تعالى: ? استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ?، وقال تعالى: ? سواءً عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ?.

... فهذا هو منهجنا في التعامل معهم، ولكن أنبهك على أمر مهم وهو أن الحالات التسع السابقة إنما هي فيمن ثبت نفاقه يقينًا بالقرائن الواضحة التي لا تحتمل الشك والتردد في حاله وإلا فلا ينبغي اتهام أحدٍ بالنفاق، عافانا الله وإياك من هذا البلاء الخطير، والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام