ومن ذلك: ما رواه الإمام أحمد بإسناده إلى عبد الرحمن أبن سمره قال: جاء عثمان أبن عفان إلى النبي عليه السلام بألف دينار في ثوبه حين جهز عليه السلام جيش العسرة قال فصبها في حجر النبي عليه السلام فجعل النبي عليه السلام يقلبها بيده ويقول (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم) يرددها مراراً.
ومن ذلك: ما رواه الإمام مسلم في صحيحه بسنده إلى عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه السلام كان مضطجعا في بيتها كاشفا عن ساقيه أو فخذيه فاستأذن أبو بكر فإذن له وهو على تلك الحال ثم أستأذن عمر فأذن له وهو كذلك ثم أستأذن عثمان فجلس رسول الله عليه السلام وسوى ثيابه) وفي آخره (أن النبي عليه السلام قال ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة فهذا الحديث تضمن فضيلة ظاهرة لعثمان رضي الله عنه وبيان أنه جليل القدر حتى عند الملائكة، وفي لفظ آخر قال رسول الله عليه السلام (أن عثمان رجل حييّ وأني خشيت أن أذنت له على تلك الحال ألا يبلغ إلي في حاجته.
ومن مناقبه أيضا: أجماع الصحابة على خيرته وأفضيلته بعد الشيخين ولذلك اختاروه خليفة لهم فإجماعهم على توليته الخلافة وليس على أنه أفضل الخلق بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما جميعا.
ومن مناقبه العظيمة: وحياته الكبيرة أنه جمع الناس على مصحف واحد وكفى الأمة شرا كبيرا وبلاءً عظيما وهو الاختلاف في الكتاب وقد شكر له هذا العمل من جاء بعد من المسلمين وأهل السنة.
ومن مناقبه العظيمة: أن النبي عليه السلام شهد له أنه سيكون مستمرا على الهدى المستقيم عند حلول الفتنة كما روى الحاكم بإسناده إلى مره بن كعب قال سمعت رسول الله عليه السلام يذكر فتنة فقربها فمر به رجل مقنع في ثوب فقال عليه السلام (هذا يومئذ على الهدى) فعمت إليه فإذا هو عثمان رضي الله عنه فأقبلت بوجهه فقلت هو هذا فقال (نعم) .