.. الأول: الاستعاذة بالله تعالى المتضمنة لكمال الافتقار إليه واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل، صغير أو كبير، بشر أو غير بشر، ودليل ذلك قوله تعالى: ? قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق ... ? السورة بتمامها، وقوله تعالى: ? قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس ?، وقوله تعالى عن موسى - عليه السلام: ? وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ?. وفي الحديث أنه لما نزل قوله تعالى: ? قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم ? قال - عليه الصلاة والسلام: (( أعوذ بوجهك ) )، ثم قال: ? أو من تحت أرجلكم ? قال - عليه الصلاة والسلام: (( أعوذ بوجهك ) )، ثم قال: ? أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض ? فقال: (( هذه أهون أو أسهل ) )، وهذه لاشك أنها نوع من أنواع العبادة التي لا تصرف إلا لله تعالى.
... الثاني: الاستعاذة بالأموات وأصحاب القبور، أو بالأحياء الغائبين، أو الاستعاذة بالحي فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فهذا لاشك أنه من الشرك الأكبر كاستعاذة الرافضة بعلي بن أبي طالب ? أو الاستعاذة بالجن لكف شر بعضهم أو الاستعاذة بالبدوي أو الحسين ونحو ذلك، قال تعالى: ? وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا ?، ولأن الاستعاذة في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى نوع من أنواع العبادة، والمتقرر في العقيدة: أن من صرف عبادة لغير الله فإنه مشرك.