وعن عبدالله بن عمرو ? قال: قال رسول الله ?: (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) )وفي سنده ضعف.
... وعن أبي موسى ? قال: قال رسول الله ?: (( إن مثل ما بعثني الله من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت العشب والكلأ الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) )متفق عليه.
... وقال - عليه الصلاة والسلام: (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وسنتي ) ).
... وعلى ما دلت عليه هذه النقول انعقد إجماع أهل السنة والجماعة، فقال عبدالله بن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم) ، وقال ?: (إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر) .
... وقال محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى: (كانوا - أي السلف - يرون أنهم على الطريق ما كنوا على الأثر) .
... وقال شاذ بن يحيى - رحمه الله تعالى: (ليس طريق أقصد إلى الجنة من طريق من سلك الآثار) .
... وقال جمع من الصحابة والسلف - رحمهم الله تعالى: (الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة) .
... وقال ابن عمر ?: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة) .
... وقال عبدالله بن الديلمي - رحمه الله تعالى: (إن أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة) .
... والنقول وكلام السلف في ذلك كثير، وإنما المقصود الإشارة، فهذه النقول الصحيحة الصريحة تفيدك إفادة قطعية أنه يجب الاعتصام بالكتاب والسنة وأن لا يؤخذ المعتقد إلا منهما، جعلنا الله وإياك من المتبعين لهما باطنًا وظاهرًا، والله أعلم.