فهرس الكتاب
الصفحة 281 من 614

الثالث: أن القرآن من الله بدأ وإليه يعود، والمراد بقولهم: (منه بدأ) أي أن الله تعالى هو الذي تكلم به ابتداءً كما قال تعالى {قل نزله روح القدس من ربك} وقال تعالى (الر * كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1) وقال تعالى (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6) وكل آية فيها إثبات تنزيل القرآن من الله تعالى فهي دليل على أنه منه بدأ، وأما قولهم (وإليه يعود) ففيه تفسيرين أصحهما أن المراد أن كلام الله تعالى يسرى عليه في ليلةٍ فيرفع من المصاحف وصدور الحفاظ فلا تبقى في الأرض منه آية، أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يقبض روحي وإياك قبل أن يرفع كلامه من بيننا فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يسرى على كتاب الله ليلاً فيصبح الناس ليس في الأرض ولا جوف مسلم منه آية) حديث صحيح، ومثله أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه فهذا المرفوع، وأما الموقوف فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (يسرى على كتاب الله فيرفع إلى السماء فلا يصبح في الأرض آية من القرآن ولا من التوراة ولا من الإنجيل ولا من الزبور وينتزع من قلوب الرجال فيصبحون ولا يدرون ما هو) حديث صحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام