فهرس الكتاب
الصفحة 425 من 614

.. ج 311: أقول: الولاء الذي يريده الله جل وعلا من عباده هو الولاء له جل وعلا ولرسوله ? ولعباده المؤمنين، فهذه أنواع الولاء المشروعة وما عداها فليس بمشروع، بل إن ما عداها داخل في الولاء الممنوع، وبه تعلم أن الولاء قسمان: ولاء مشروع أي مأمور به، وولاء ممنوع أي منهي عنه.

... والولاء المشروع هو الولاء لله تعالى، والولاء لرسوله ?، والولاء لعباده المؤمنين، والدليل على ذلك قوله تعالى: ? إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ?، فقوله: ? إنما ? هي أداة حصر، أي: أنه يجب حصر الولاية فيما ذكر فقط ونفيها عما عداه، فهذه الآية الكريمة حددت لنا الذين يتوجه إليهم بالولاء، وهم: الله تعالى، ورسوله ?، والذين آمنوا.

... واعلم أن المراد بالولاء بكل واحدٍ من هؤلاء يقتضي أمرين: الحب والنصرة.

... فأما حب الله تعالى فهو أساس الدين وقاعدة الشريعة، فهو جل وعلا أحق من يتوجه إليه بالموالاة بكل أشكالها ومختلف صورها، ومحبته جل وعلا محبة تعبد واتباع، فحبه تعالى ركن من أركان الولاء، أي: أنه لا يمكن أن يقوم ولاء لله تعالى بدون تحقيق هذا الحب، بل لا يقبل إسلام بدون هذا الحب، بل يجب على المسلم أن يفوق حبه لله تعالى كل حب، قال تعالى: ? والذين آمنوا أشد حبًا لله ?، وقال تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ?، وقال تعالى: ? قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ?.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام