فهرس الكتاب
الصفحة 492 من 614

.. وأما صفاته، فقد وردت السنة الصحيحة بشيءٍ من صفاته وأنه رجل مربوع القامة، ليس بالطويل ولا بالقصير، جعد الشعر الجعودة المستحسنة، أحمر اللون، عريض الصدر، وأنه مشبه بعروة بن مسعود الثقفي الصحابي الجليل ?، وأن له لمة حسنة قد رجلها تملأ ما بين منكبيه، ودليل ذلك ما رواه الشيخان عن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( ليلة أسري بي لقيت موسى - فذكر صفاته -، ولقيت عيسى فإذا هو ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس يعني(الحمام ) )).

... وروى البخاري من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله ?: (( رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر ) ).

... وروى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني ... ) )الحديث، وفيه: (( وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي ) ).

... وفي الصحيحين من حديث ابن عمر أن رسول الله ? قال: (( أراني الليلة في المنام عند الكعبة فرأيت رجلاً آدم كأحسن ما ترى من آدم الرجال، له لِمَّةٌ كأنت ما أنت راءٍ من اللمم قد رجلها، فهي تقطر ماءً، متكئًا على رجلين يطوف بالبيت، فسألت: من هذا؟ فقيل: هذا المسيح ابن مريم ) )، والله أعلم.

... وأما مكان نزوله وكيف ذلك، فقد ثبت وصف ذلك في السنة الصحيحة، وذلك أنه بعد خروج الدجال وإفساده في الأرض يبعث الله تعالى المسيح - عليه السلام - فينزل إلى الأرض ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق الشام، وعليه مهرودتان أي أنه قد لبس ثوبين مصبوغين بورسٍ وزعفران، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي إليه طرفه. وقد ثبت ذلك في حديث النواس بن سمعان عند مسلم، وقد ذكرناه من قبل، وهو بنفس هذا اللفظ المذكور في الإجابة إلا قليلاً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام