ج/ لقد تقرر في الأدلة من الكتاب والسنة أن من أذنب ثم تاب وأتى بشرائط التوبة فإن الله يتوب عليه قال تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) )فقوله (الذنوب) جمع دخلت عليه الألف واللام الإستغراقية وقد أكد هذا العموم بقوله (جميعاً) والأصل هو البقاء على العموم حتى يرد المخصص، وقال تعالى (( والذين لا يدعون مع الله إلهً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فاؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متابا ) )وقال تعالى (( حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) )روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما في حديث الإفك الطويل (إن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه) وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) وفي الصحيح (ويتوب الله على من تاب) وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا وزنوا وأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما فعلنا كفارة، فنزلت"والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية"وقوله تعالى"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية"وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى مرفوعا (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) وفي جامع الترمذي بسند حسن عن ابن عمر مرفوعا (إن الله تعالى يقبل توبة العبد مالم يغرغر) وغير ذلك من الأدلة. فقد دلت