.. الثالث: وجوب الصبر وعدم فعل أو قول شيء فيه جزع وتسخط على ما نزل من القدر، قال - عليه الصلاة والسلام: (( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) ). وقال أبو موسى: (( إن رسول الله ? بريء من الصالقة والحالقة والشاقة ) ). الصالقة: هي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: التي تحلق شعرها أو تنتفه عند المصيبة، والشاقة: هي التي تشق جيبها عند المصائب. وقال - عليه الصلاة والسلام: (( النائحة إذا لم تتب قبل موتها فإنها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ) )، وكل هذه الأحاديث في الصحيح.
... ومن ذلك قول (لو) كما قال - عليه الصلاة والسلام: (( وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) )، فالصبر عند المصائب معناه حبس اللسان والجوارح عن قول وفعل ما لا يليق مما فيه منافاة لما يجب منه، نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على الصبر عند حلول المصائب.
... الرابع: أن يعلم العبد أن هذه الحوادث والكوارث إنما سببها ما كسبت يداه من الذنوب والآثام، قال تعالى: ? ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ?، وقال تعالى: ? وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ?، لأن العبد إذا استشعر ذلك أحدث له توبة واعترافًا وانكسارًا وخضوعًا لربه جل وعلا واستغفارًا على سابق هذا الذنب وهذا أمر مقصود شرعًا، وقد يكون طريق تحصيله في بعض الأحيان نزول هذه المصائب.
... الخامس: الرضى والتسليم لقضاء الله وقدره، قال تعالى: ? ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ?، قال علقمة: (( هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله فيرضى ويسلم ) ).