فهرس الكتاب
الصفحة 327 من 614

ج/ الإسلام والإيمان مرتبتان من مراتب الدين ومنزلتان من منازله كما ثبت ذلك في حديث جبريل المشهور لما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان وقال في آخره (هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم) رواه مسلم، وهاتان المرتبتان متتاليتان فالأولى الإسلام والثانية الإيمان، وبناءً عليه فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً، قال تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات: من الآية 14) فأول ما يدخل العبد في الدين يوصف بالإسلام حتى يدخل الإيمان في قلبه بما يأتي به من التصديق والعمل الصالح، فهذا وجه من أوجه العلاقة بينهما، وخلاصتها أن يقال: إن كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً، فبينهما عموم من وجه واحد فقط، والوجه الثاني أنهما إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا، أي إذا ذكر أحدهما في النص فإنه يدخل معه الآخر الذي لم يذكر، فيصدق المذكور في النص عليهما، وإذا ذكرا معاً في نص واحدٍ فإنهما يختلفان أي يحمل كل واحدٍ منهما معناً خاصاً، فيكون الإسلام معناه الأعمال الظاهرة من الشهادتين والصيام والصلاة والزكاة والحج وسائر أعمال الجوارح، ويكون معنى الإيمان الأعمال الباطنة أي أعمال القلوب من التصديق والإقرار والمحبة والإنابة والرجاء والتوكل والخوف ونحوها، وإليك بعض الأمثلة:

فمن الأمثلة على افتراقهما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام