فهرس الكتاب
الصفحة 291 من 614

ج/ هذا السؤال مجمل وقد تقرر في أجوبة كثيرة أن اللفظ المجمل يحتاج إلى تفصيل فنقول: لا يتفاضل باعتبار المتكلم به، لأن المتكلم به هو الله تعالى، فالقرآن كله حروفه ومعانيه من الله تعالى، من الفاتحة إلى الناس فالمتكلم به واحد، فهو بهذا الاعتبار لا يتفاضل لأن التفاضل إنما يكون بين شيئين أو أكثر فيقال: هذا أفضل من هذا، والذي تكلم بالقرآن هو الله تعالى وهو واحد في ذاته وصفاته جل وعلا، وإن كان المقصود بالتفاضل أي باعتبار دلالة الكلام وما يحمله من المعاني العظيمة فهو بهذا الاعتبار يتفاضل، فإذاً نقول: هنا اعتباران: فأما باعتبار المتكلم به فلا تفاضل وأما باعتبار دلالته ومعانيه فإنه يتفاضل وعلى ذلك وردت الأدلة، فقد روى النسائي من حديث أنسٍ رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل، ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ قال فتلا عليه(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) وسنده صحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام