فهرس الكتاب
الصفحة 593 من 614

.. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة ? في حديث المسيء صلاته وأنه قال: (( والذي بعثك بالحق لا أحسن غيره فعلمني ) )، وذلك يفيد أن جميع صلواته السابقة كانت كهذه الصلاة التي قال فيها الرسول ?: (( فإنك لم تصل ) )، ومع ذلك فلم يأمره بإعادة هذه الصلاة، فلأن وقتها لا يزال حاضرًا وقد بلغه العلم الشرعي في الكيفية الصحيحة للصلاة في وقتها فلزمه إعادتها.

... وحديث عمر وعمار لما بعثهما النبي ? فأجنبا فلم يجدا الماء، فأما عمر فلم يصل وأما عمار فتمعك في الصعيد كا تتمعك الدابة ... الحديث، رواه البخاري.

... ووجه الاستشهاد: أن النبي ? بين الصفة الشرعية ولم يأمر عمر بقضاء ما فاته؛ لأنه تركه حال كونه جاهلاً بحقيقة الحال ولم يأمر عمارًا بالإعادة مع أنه لم يتطهر الطهارة الشرعية على الصفة الشرعية، مما يدل على أنه عذرهما لجهلهما.

... ويدل عليه أيضًا: حديث أبي هريرة ? في قصة الرجل الذي أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي فقال لأبنائه: (( إذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في يوم ريح حتى لا يقدر عليَّ ربي فيعذبني ) )والحديث في الصحيح، فهذا الرجل وقع في مكفرين، وقع في إنكار القدرة وإنكار بعث الأجساد، ولكنه لم يكفر بدليل أنه قال في آخر الحديث: (( قد غفرت لك ) )، فلو كان كافرًا لما دخل في حيز المغفرة، فلما غفر له علمنا أنه لم يكفر بقوله هذا؛ لأنه كان جاهلاً بحقيقة القول، فعذر لجهله، قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام