فهرس الكتاب
الصفحة 573 من 614

.. الرابع: تحميل الأدلة مالا تحتمل أو التقصير عنها من حد دلالتها، فهم بين طرفين: إما مُفْرِطٌ، وإما مُفَرِّطٌ، فترى طوائف منهم تذكر أشياء في الأدلة لم يدل عليها النص لا مطابقة ولا تضمنًا ولا التزامًا، وتجد بعض الطوائف تبتر دلالة النص فتأخذ ببعضه وتترك بعضه، وذلك كاستدلال بعض المتهوكين السفلة الحمقى على نفي الصفات بقوله تعالى: ? قل هو الله أحد ?، فبالله عليك أين وجه الاستشهاد؟ إن هو إلا قلة الأدب والسفه والتفاهة والغي والهوى، وكاستدلال بعضهم على نفي الصفات أيضًا بقوله تعالى: ? ليس كمثله شيء ?، وغير ذلك مما تراه في كتبهم أو في كتب من نقل مقالاتهم مما لا ينقضي منه العجب.

... وتجد القدري الذي ينكر مشيئة الله تعالى يأخذ بقوله تعالى: ? وما تشاءون ? فقط، وينكر قوله تعالى بعدها في نفس الآية: ? إلا أن يشاء الله ?، وهذا السبب كثير فيهم، فتجد بعضهم يأخذ ببعض الدليل أو الأدلة ويترك الطرف الآخر، وتجد بعضهم يحمل الدليل أوجهًا من الاستدلال لا خطام لها ولا زمام، فنعوذ بالله من هذه الطرق.

... الخامس: اتباع الأهواء وتحكيمها في الأدلة وعرض الأدلة عليها فما وافقها قبلوه وما خالفها ردوه واتهموه، ولذلك فإن أهل السنة يطلقون على هذه الطوائف الضالة أهل الأهواء، وهي في الحق تسمية مناسبة لهم كل المناسبة، فهل وقع التمثيل فيما وقعوا فيه من تمثيل صفات الله بصفات خلقه إلا بالأهواء، وهل وقع أهل التعطيل فيما وقعوا فيه من التعطيل إلا بالأهواء، وهل وقع القدرية الجبرية فيما وقعوا فيه إلا بالأهواء، وهل وقع الرافضة فيما وقعوا فيه إلا بالأهواء، وغير ذلك مما هو معلوم من حال هذه الطوائف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام