فهرس الكتاب
الصفحة 568 من 614

.. المسألة الثالثة: اعلم - رحمك الله تعالى - أن عندنا صنفين من الأدلة لابد أن نفرق في الكلام على معانيها وكيفياتها التي هي عليه في الواقع، وهي الأدلة التي تثبت وقائع اليوم الآخر، وهي كثيرة في القرآن، فالمتقرر عند أهل السنة - رفع الله نزلهم في الفرودس الأعلى - هو أننا نعلم معانيها ونكل علم كيفياتها إلى الله تعالى، وقد قدمنا ذلك في أسئلة خاصة، ولكن أعدته هنا لأهميته؛ وذلك لأن بعض من يتكلم على الفرق والمذاهب ينسب أهل السنة إلى الجهل بمعاني هذه الأدلة، وهذه النسبة جهل إن كان صاحبها جاهلاً بحقيقة الحال، وظلم وغواية إن كان صحابها يريد التلبيس على العامة، وإلا فأهل السنة يعلمون معاني أدلة الصفات واليوم الآخر، فيعلمون معنى السمع، والنزول، والبصر، والوجه، واليد، والعلو، والاستواء ونحو ذلك، ولكنهم لا يعلمون كيفياتها على ما هي عليه في الواقع.

... وقد ذكرت لك أن القاعدة المتقررة عند أهل السنة أن آيات الصفات نعلمها من جهة معانيها ونجهلها من جهة كيفياتها، وكذلك نحن نعلم معنى انشقاق السماء، وانكدار النجوم، وتكوير الشمس، والقمر، والميزان، والصراط، ونعلم معاني أسماء ما في الجنة من النعيم، وما في النار من العذاب الجحيم ونحو ذلك، ولكننا نجهلها من جهة كيفيتها التي ستكون عليه في الواقع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام