فهرس الكتاب
الصفحة 480 من 614

.. فمن فتنته: أنه تظهر معه زهرة الدنيا من السعة والخصب والكنوز، وأن الجماد يستجيب له، وهذا خاص بمن أجابه وآمن به، ففي حديث النواس بن سمعان ? قال: ذكر النبي ? الدجال ذات غداة وفيه: فقال رسول الله ?: (( فيأتي على القوم - أي الدجال - فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درًا وأسبغه ضروعًا وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون مُمْحِلِينَ ليس بأيدهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ... ) )الحديث، وقد رواه مسلم.

... فأي فتنة أعظم من هذه الفتنة أن يشير إلى السماء فتمطر وإلى الأرض فتخرج زهرتها، نعوذ بالله منه ثم نعوذ بالله منه ثم نعوذ بالله منه ثم نعوذ بالله منه ثم نعوذ بالله منه ثم نعوذ بالله منه ثم نعوذ بالله منه، والله المستعان.

... ومن فتنته أيضًا: أنه يجيء ومعه مثل الجنة والنار، فعن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( ألا أحدثكم حديثًا عن الدجال ما حدث به نبي قومه؟ إنه أعور وإنه يجيء بمثال الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة هي النار، وإني أنذركم به كما أنذر نوح قومه ) )رواه البخاري ومسلم.

... وعن حذيفة ? أنه سمع النبي ? يقول: (( إن مع الدجال إذا خرج ماءً ونارًا، فأما الذي يرى الناس أنه نار فإنه ماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء فإنه نار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار فإنه ماء عذب ) )وفي رواية: (( لأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان، أحدهما رأي العين نار تأجج فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فليشرب منه فإنه ماء بارد ) )متفق عليه.

... فنعوذ بالله من فتنة الدجال ثم نعوذ بالله من فتنة الدجال ثم نعوذ بالله من فتنة الدجال.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام