.. ومن صفاته أيضًا: أنه قد كتب بين عينيه (ك، ف، ر) أي كافر، كما في حديث أنس ? قال: قال رسول الله ?: (( وإن بين عينيه مكتوب كافر ) )متفق عليه، وقد ثبت عن كثير من السلف أن هذه الكتابة بين عيني الدجال يقرؤها كل أحدٍ قارئ وغير قارئ.
... ومن صفاته: أنه عقيم لا يولد له، وذلك لما جاء في حديث أبي سعيد الخدري ? في قصته مع ابن صياد، فقد قال لأبي سعيد: (( ألست سمعت رسول الله ? يقول: إنه لا يولد له؟ قال: قلت: بلى ) )رواه مسلم.
... ومن صفاته أيضًا لعنه الله: أنه جثة كبيرة أي ضخم جدًا، وذلك لما في حديث فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - في قصة الجساسة، وفيه: قال تميم ?: (( فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناه قط وأشده وثاقًا ) )رواه مسلم.
... وفي حديث عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله ? يقول: (( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال ) )رواه مسلم أيضًا.
... وهذا لا يتنافى مع كونه قصيرًا، فكم من قصير في قامته ضخم كبير في جثته، والله أعلم.
... ومن صفاته أيضًا: أنه كثير الشعر جدًا، لما في حديث حذيفة وفيه: (( الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر ) )، والله أعلم.
... فهذه بعض صفاته التي صحت بها الأدلة، والله يعيذنا منه ونسأله جل وعلا أن نموت قبل خروجه فإن الحي لا يؤمن عليه أن يفتتن به، والله المستعان.
... وأما قولك في السؤال: ولماذا يفتتن الناس به؟
... فأقول: اعلم أولاً - رحمك الله تعالى - أن فتنة الدجال من الأمور الكونية القدرية التي لابد وأن تقع كما أخبرت بذلك الأدلة وأن الله تعالى يجري على يديه بعض الخوارق التي بها يفتن الناس وفتنته أعظم الفتن، فالله تعالى بحكمته أقدره على أشياء مذهلة تدهش العقول وتحير الألباب، ولهذا حذرت منه الأنبياء جميعًا.