فهرس الكتاب
الصفحة 481 من 614

.. ومن فتنته أيضًا: أنه سريع الانتقال في الأرض، فهو في سرعة انتقاله كالغيث استدبرته الريح، ففي حديث النواس بن سمعان - الطويل - وفيه: قلنا يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: (( كالغيث استدبرته الريح ... ) )رواه مسلم وغيره.

... وفي حديث أنس بن مالك مرفوعًا: (( ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال ... ) )الحديث، وسيأتي قريبًا - إن شاء الله تعالى -، فخطره عام على كل أهل الأرض في زمنه، فالله نسأل أن نموت قبل خروجه.

... ومن فتنته أيضًا: أن الشياطين تستجيب لأمره فلم يدخر عدو الله وسيلة من وسائل الإضلال إلا وسلكها؛ لأن هدفه الوحيد الذي يسعى له هو إيقاع الناس في الكفر والشرك، فعن أبي أمامة ? قال: قال رسول الله ?: (( وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان له: يا بني اتبعه فإنه ربك ) )رواه ابن ماجه والحاكم بسندٍ صحيح.

... فأي فتنة أخطر وأشد من هذه الفتنة، فأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يثبت المؤمنين في ذلك الزمان.

... ومن فتنته أيضًا: أنه يخرج في زمن ذهب فيه العلم وخفيت فيه آثار النبوة وعم فيه الجهل وكثرت فيه الفواحش والمضلات، وهذا هو الذي يجعل أكثر الناس في حيرة من أمره، ودليل ذلك أن خروجه - أي الدجال - من علامات الساعة الكبرى، وقد وردت الأدلة بأن الساعة لا تقوم حتى يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويكثر الزنا.

... ومن فتنته أيضًا: كثرة أتباعه من اليهود وشدة تسلحهم ودفاعهم عنه، فعن أنس ? قال: قال رسول الله ?: (( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة ) )رواه مسلم، فجيش بهذا العدد وهذه العدة في ذلك الوقت لاشك أنه فتنة للعباد، والله المستعان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام