.وقد اختلف العلماء في تفسير ذلك على أقوال، والأقرب - والله أعلم - أنه عبارة عن كثرة الإماء كثرة مستغربة وعزوف الرجال عن الحرائر وتتبع الإماء والرضى بهن دون الحرائر، ومع كثرة مواقعتهن يكثر استيلادهن، والولد يتبع أباه الحر في الحرية، فيكون الابن سيدها، فيصدق عليها أنها ولدت ربها أي سيدها.
... وبناءً عليه فنقول: قد ظهر ذلك مع كثرة الفتوح وكثرة السبي في العصور الأولى مع قيام علم الجهاد، وأما الآن فلا أثر لهذه العلامة، ومن الجدير بالذكر أن المنكر في هذه العلامة ليس هو الجهاد أو كثرة السبي - حاشا وكلا - وإنما المنكر هو العزوف عن الحرائر وطلب الأولاد من الإماء وأنت خبير بأن ولد الأمة سيعاملها معاملة الأمة لا معاملة الأم فيكثر الضرب والسب والشتم والاستخدام لها، فتكون أمه كأمته وخادمته، وهذا القول هو الذي يجمع ما قاله أهل العلم، ولا داعي لصرف الكلام عن حقيقته؛ لأن الأصل في الكلام الحقيقة، والله أعلم.
... ومن الأشراط أيضًا: تقارب الأسواق وتقارب الزمان، فعن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ) )رواه البخاري.
... وعنه ? قال: قال رسول الله ?: (( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق سعفة ) )رواه أحمد، والترمذي، وقال ابن كثير: إسناده على شرط مسلم. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني - رحم الله الجميع رحمة واسعة -.
... وعن أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال: (( لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق ) )رواه أحمد، وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان وهو ثقة. اهـ