.وقد ذكر بعض أهل العلم أن هذه العلامة قد ظهرت وذلك لما غزا التتار العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري، فإن التتار من الترك، وقد ذكر الإمام النووي وهو ممن عاصر هذه الحروب المريرة: أن صفات التتار هي بعينها نفس الصفات الواردة في أحاديث قتال الترك، وكذلك ذكره أبو العباس بن تيمية - رحمه الله تعالى - في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، والله أعلم.
... ومن الأشراط الصغرى أيضًا: ضياع الأمانة - والله المستعان -، فعن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة ) ). قال: وكيف إضاعتها؟ قال: (( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) ).
... وقد بين النبي ? كيف ترفع الأمانة من القلوب، ففي الصحيح عن حذيفة ? قال: حدثنا رسول الله ? حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها فقال: (( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل كجمرٍ دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء، فيصبح الناس فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقله، ما أظرفه، ما أجلده، وليس في قلبه من الإيمان حبة خردل ... ) )الحديث.
... وهذه العلامة من العلامات التي ظهرت ولا تزال تتجدد في صورٍ مختلفة حتى تقوم الساعة، فنعوذ بالله من خيانة الأمانة، والله أعلم.