فهرس الكتاب
الصفحة 429 من 614

.. ومنها: نصرته بتعزيره وتوقيره وتعظيمه وتقديره حق قدره، قال تعالى: ? فالذين آمنوا بالله ورسوله وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ?، وقال تعالى: ? لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ... ? الآية.

... ومنها: نصرته بحب صحابته واعتقاد أنهم أفضل الخلق بعد الأنبياء وأنه لا كان ولا يكون مثلهم، والذب عنهم ونشر فضائلهم والصمت وعدم الخوض فيما جرى بينهم من الخلاف.

... ومنها: محاربة البدع بكل أنواع المحاربة الممكنة، ولا نعني بدعة بعينها، بل نحارب البدع كلها بكل صورها ومختلف أشكالها.

... ومنها: بيان مكانته ? وفضله ونشر شمائله والتحلي بأخلاقه وسلوك سبيله واتباع سنته واقتفاء أثره وغير ذلك من معاني الاتباع.

... ومنها: قتل سابه والقادح فيه انتصارًا له ? كما مضى ذكره مفصلاً في الكلام عن سب النبي - عليه الصلاة والسلام -، قال تعالى: ? وينصرون الله ورسوله ?، وقال تعالى: ? وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ?.

... فإذا حقق العبد هذين الركنين فقد حقق ولايته للنبي ?، ومن المعلوم أن تحقيق الولاية كمالاً ونقصًا يتفاوت بتفاوت تحقيق هذه المقتضيات، أعني آثار المحبة والنصرة له ?، والله أعلم.

... وأما موالاة المؤمنين فلها ركنان أيضًا، وهما: المحبة والنصرة.

... فأما المحبة فاعلم - يا رعاك الله - أنه يجب وجوب عين على كل مسلم أن يحب إخوانه المسلمين فهم إخوة له في العقيدة وشركاء له في التوحيد، كما قال تعالى: ? إنما المؤمنون إخوة ?، وقال تعالى عن المشركين: ? فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ?.

... وهذه المحبة تقتضي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، كما قال - عليه الصلاة والسلام: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) )متفق عليه، فجعل النبي ? ذلك الأمر شرطًا لا يتحقق كمال الإيمان الواجب إلا به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام