.. ومحبته أيضًا تقتضي تحقيق قوله ?: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ... ) )الحديث.
... وتقتضي أيضًا تحقيق قوله ?: (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا ) ).
... وتقتضي أيضًا التسامح والتصافح والتوادد والتعاطف والتراحم فيما بيننا.
... وتقتضي أيضًا حفظ عرضه فلا يغتاب بعضنا بعضًا ولا ينم بعضنا على بعض.
... وتقتضي أيضًا ستر عيوبه والتجاوز عن أخطائه ما أمكن ذلك.
... وتقتضي أيضًا بذل النصيحة له بلا غش كما قال - عليه الصلاة والسلام: (( الدين النصيحة ) )، وقال: (( وإذا استنصحك فانصح له ) ).
... وتقتضي أيضًا سد فاقته وإعانته بما تقدر عليه من بذل جاهٍ أو مال ونحو ذلك، وإن مما امتدح الله به الأنصار ? قوله تعالى: ? والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدروهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ?، فالمحبة بين المسلمين فرض لازم لابد من تحقيقه بتحقيق مقتضياتها وآثارها، نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذلك.
... وأما نصرته فاعلم أنه يجب على المسلم الذي صرف ولاءه للمؤمنين أن ينصر إخوانه في الله وأن يشد عضد إخوانه في العقيدة بما آتاه الله تعالى من قوة وقدرة، قال تعالى: ? وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ?، فنرى المسلم الحق يشعر بأخيه المسلم في كل مكان وإن تباعدت الأقطار واختلفت الألوان واللغات والجنسيات، فكل ذلك لا أثر له في زيادة الحب أو ضعفه، فإنه مهما تباعدت مساقط رؤوسهم فإن الدين يشملهم والعقيدة تجمعهم.
... وهذه النصرة تقتضي أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتعليمه إن كان جاهلاً وتذكيره إن كان ناسيًا وتخليصه من الأسر والرق إن كان مأسورًا أو رقيقًا.