فهرس الكتاب
الصفحة 428 من 614

.. فهذه الأدلة تدل دلالة صريحة على أن محبته ? شرط من شروط تحقيق الإيمان الواجب، بل ليست محبته فقط، وإنما تقديم محبته على كل محبة، ثم اعلم أن محبته ? ليست شعورًا نفسيًا أو مجرد اعتقاد فقط، بل لابد أن يأتي العبد ببرهانها الذي يصدقها، وهو اتباعه ? بفعل ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع، فعنوان محبته الاتباع وترك الابتداع، وبناءً عليه فنقول: أعظمنا وأصدقنا محبة له أشدنا له اتباعًا وأكملنا به اقتداءً، وبه تعلم أن الذين يحتفلون بمولده هم في الحقيقة يبغضونه وإن ادعوا حبه؛ لأن ما يفعلونه ويقولونه من هذه البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان هي في حقيقتها مضادة لما جاء به، ومخالفة لشريعته، فكيف يزعمون حبه وهم يخالفون أمره ويدخلون في شريعته ما ليس منها، وهم مع ذلك يرفضون تحكيم ما جاء به من الشرع ويستبدلونه بقوانين الشرق والغرب، فسبحان الله ما هذا التناقض؟

... والمقصود: أن محبته ليس عقيدة باطنية فقط ولا كلمة تقال فقط، بل لابد مع الاعتقاد والقول تصديق ذلك بالاتباع، والله الموفق والهادي، فهذا بالنسبة لمحبته.

... وأما نصرته ? فاعلم - يا رعاك الله تعالى - أن من تمام الموالاة أن ينصر المسلم رسول الله ? بكل أنواع النصرة، وبكل ما تحويه هذه الكلمة من معانٍ ولوازم.

... فمن جملة هذه المعاني: نصرته بالإيمان به وأنه آخر الأنبياء، فلا نبي بعده.

... ومنها: نصرته بالذب عن سنته والدفاع عنها بما يفتحه الله على العبد من العلم النافع.

... ومنها: نصرته بالإقبال على سنته تعلمًا وتعليمًا وحفظًا وشرحًا ونشرًا.

... ومنها: نصرته بتقديم قوله على قول كل أحدٍ، كما قال الناظم:

والقول منه مقدم فاحذر إذا

... ... ذكر الحديث تقول شيئًا ثاني

... ومنها: نصرته بطاعة أمره وترك نهيه وتصديقه في كل ما أخبر به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام