فهرس الكتاب
الصفحة 395 من 614

فإن سب صحابة الرجل الذين يصحبهم في حله وسفره وسائر أحواله هم أخص الناس به، فسبهم وتنقصهم هو حقيقته سب ونقص له، وبناءً عليه فسب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم سب له وتنقصهم والقدح فيهم وهو في حقيقته تنقص له وقدح فيه وهو من إيذائه وقد قال الله تعالى (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً ) )فمن آذى الصحابة فقد آذى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن آذى النبي صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله تعالى، فنعوذ بالله من حال أهل الأهواء الذين جعلوا سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دينا يدينون به وقربة يتقربون بها ودينا لهم، وأما دلالة السنة على تحريم سب الصحابة فأدلة كثيرة فمن ذلك ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه) ولمسلم، كان بين خالد أبن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي الحديث) ، وهو نص صحيح صريح في تحريم السب.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام