ج/ أما سبهم فموبقة عظيمة وجريمة وخيمة، وهو محرم التحريم الشديد بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول فأما الكتاب فلأنه تعالى ذكرهم في غير آية أنه رضي الله عنهم ورضوا ووعدهم الثواب الجزيل والأجر العظيم ومن المعلوم أن هذا ثناء حسن وكل من أثنى الله عليه خيرا في القرآن فإنه يموت على ذلك، فسبهم مصادمة لهذه الآيات وجاحدة لمدلولها فكيف يسب من قال الله فيهم (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) )وكيف يسب من قال الله فيهم (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ) )وكيف يسب من قال الله تعالى فيهم (( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطئه فآزره فأستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات مغفرة وأجراً عظيما ) )وكيف يسب من قال الله تعالى فيهم (( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ) )وكيف يسب من قال الله تعالى فيهم (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يأتيه من يشاء والله واسع عليم ) )وأقول أيضا: إنه لا يختلف اثنان من أهل السنة أن الصحابة أكمل هذه الأمة إيماناً فقد حققوا فيه المراتب العالية، وقد توعد الله تعالى من يؤذي المؤمنين والمؤمنات بالعذاب الشديد فقال (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثماً مبيناً ) )والسب من الإيذاء، بل وأعظم من ذلك