ومنها: قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إنه سميع عليم، يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) )فإذا ثبت أن رفع الصوت والجهر به فوق صوته يخاف على صاحبه منه أن يكفر به ويحبط عمله وهو لا يشعر، لأن فيه سوء أدب واستخفاف وهو لا يشعر بذلك، فكيف بمن يسبه ويستخف به ويؤذيه مع قصه لذلك وتعمده له؟ فلا ريب أنه يكون كافراً بطريق الأولى. وقد ذكر أبو العباس في الصارم المسلول آيات أخرى، فارجع إليها إن شئت، وأما السنة فأحاديث، فمنها ما رواه الشعبي عن علي رضي الله عنه أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها، رواه أبو داود واستدل به الإمام أحمد كما في رواية ابنه عبدالله عنه، وقد روي أن الرجل كان أعمى، وجود إسناده أبو العباس في الصارم المسلول وقال: وهو حديث جيد وهو متصل لأن الشعبي رأى عليا ولو كان مرسلا فهو حجة وفاقا لأن الشعبي صحيح المراسيل عندهم ليس له مرسل إلا صحيح. أهـ وهذا صريح في جواز قتلها لأجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم ووقوعها فيه، فإذا كان هذا حال أهل الذمة إذا فعلوا ذلك فالمسلم والمسلمة إذا فعلا ذلك فإنهم يدخلون في دلالة النص من باب أولى.