(( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم الآية ) )إلى قوله (( ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم ) )فعلم بذلك أن إيذائه صلى الله عليه وسلم محادة لله ولرسوله لأن ذكر الإيذاء هو الذي اقتضى ذكر المحادة فيجب أن يكون داخلاً فيه، فالإيذاء له صلى الله عليه وسلم من المحادة لله ورسوله، وما يحاددهما جزاءه نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم، وسبه وتنقصه من اعظم الإيذاء فيكون من أعظم المحادة فيكون صاحبه متوعدا بهذه العقوبة البليغة مما يدل على أنه كافر عدو لله ورسوله محارب لله ورسوله، ويوضح هذا ما رواه عبدالرزاق وأبو نعيم في الحلية وابن حزم في المحلى أن رجلاً كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من يكفيني عدوي) وصححه ابن حزم.
ومنها: قوله تعالى (( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤا إن الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) )وهذا نص أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر صريح، فدلت الآية أن كل متنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم جادا أو هازلاً فإنه يكفر، وسبه من تنقصه فهو كفر.