فهرس الكتاب
الصفحة 226 من 614

.. المثال الثاني: المكان، فإن هذا اللفظ لم يرد ذكره بعينه لا في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة والتابعين، فلنا فيه نظران: أما من ناحية لفظه فلا نتكلم به، بل نتوقف فيه فلا نثبته ولا ننفيه، أي لا نقول: الله في مكان، ولا نقول: الله ليس في مكان. وأما معناه فنستفصل فيه ونقول: هل تقصد بالمكان مكان سفل؟ فإن كنت تقصد هذا فهو ممتنع على الله تعالى؛ لأن السفل نقص، والله منزه عن النقص، أم تقصد مكان علو محيط بالله جل وعلا؟ فإن كنت تقصد هذا فهو أيضًا باطل وممتنع عليه جل وعلا؛ لأنه لا يحيط به شيء عز وجل، أم تريد مكان علوٍ لائق به جل وعلا غير محيط به؟ فإن كنت تريد هذا فهو حق وصدق، ولكن لا نطلق عليه اسم المكان، وإنما نقول: الرحمن على العرش استوى، وقل بقول أهل السنة: الله فوق سماواته مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام