فهرس الكتاب
الصفحة 227 من 614

.. المثال الثالث: الحيز، لفظ تكلم به المبتدعة وامتحنوا عباد الله به وحرفوا نصوص الكتاب والسنة من أجله، فقال أهل السنة: إن هذا اللفظ لفظ محدث لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام الصحابة والسلف الصالح، فلنا فيه نظران: أما لفظه فلا نتكلم فيه، بل نتوقف فيه فلا نثبته ولا ننفيه، فلا نقول: الله في حيز ولا نقول الله ليس في حيز، وأما معناه فنستفصل فيه ونقول: هل تريد بالحيز أي الذي يحوز الأشياء أو تحوزه الأشياء، أي يدخل فيها وتدخل فيه؟ فإن كنت تريد هذا فهو معنى باطل كل البطلان، وهو مذهب أهل الحلول والاتحاد الكفرة الفجرة، أم تريد بالحيز أي المنحاز وهو المنفصل البائن، أي أن الله منحاز عن المخلوقات بمعنى أنه منفصل عنها بائن منها ليس فيها شيء من ذاته وليس فيه شيء منها؟ فإن كنت تريد هذا المعنى فهو حق وصدق لا ريب فيه، وهو الواجب اعتقاده، ولكن لا نطلق عليه اسم (الحيز) ، لأنه لفظ مجمل وإنما نقول: الله فوق سماواته مستوٍ على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء منهم وليس فيهم شيء منه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام