فهرس الكتاب
الصفحة 201 من 614

.. ومنها: ظهور آثار أسمائه تعالى ومقتضياتها ومتعلقاتها فمن أسمائه: الرافع، والخافض، والمعز، والمذل، والحكم، والثواب، وهذه الأسماء تستدعي متعلقات يظهر فيها أحكامها فكان خلق إبليس سببًا لظهور آثار هذه الأسماء، فلو كان الخلق كلهم مطيعين ومؤمنين لم تظهر آثار هذه الأسماء.

... ومنها: خروج ما في طبائع البشر من الخير والشر، فالطبيعة البشرية مشتملة على الخير والشر والطيب والخبث، وذلك كامنٌ فيها كموت النار في الزناد، فخلق الشيطان مستخرجًا لما في طبائع أهل الشر من القوة إلى الفعل وأرسلت الرسل تستخرج ما في طبيعة أهل الخير من القوة إلى الفعل، فاستخرج أحكم الحاكمين ما في هؤلاء من الخير الكامن فيهم ليترتب عليه آثاره وما في أولئك من الشر ليترتب عليه آثاره وتظهر حكمته في الفريقين وينفذ حكمه فيهما ويظهر ما كان معلومًا له مطابقًا لعلمه السابق.

... ومنها: ظهور كثير من آياته جل وعلا وعجائب صنعه، فلقد حصل بسبب وقوع الكفر والشر من النفوس الكافرة الظالمة ظهور كثير من الآيات العجائب، كآية الطوفان، وآية الريح، وآية إهلاك ثمود وقوم لوط، وآية انقلاب النار على إبراهيم - عليه السلام - بردًا وسلامًا، والآيات التي أجراها الله تعالى على يد موسى وعيسى - عليهما الصلاة والسلام -، وغير ذلك من الآيات، فلولا تقدير كفر الكافرين وجحد الجاحدين لما ظهرت هذه الآيات الباهرة، والله أعلم، فهذه بعض من الحكم والمصالح من خلق إبليس، نعوذ بالله تعالى منه.

... المثال الثاني: خلق المصائب والآلام والحكمة من ذلك، فإن هذه الأشياء أيضًا ليست مرادة لذواتها وإنما مرادة لغيرها، فلما يترتب عليها من المصالح والحكم والغايات المحمودة أرادها الله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام