.. الأمر الثاني: الإيمان الجازم بأنهما باقيتان أبدًا لا تفنيان أبدًا ولا تبيدان، وهذا قول أهل السنة، ومن نسب القول بفنائهما إلى شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم فقد أخطأ عليهما وقوَّلهما ما لم يقولا، بل كتب شيخ الإسلام رسالة بعنوان: (( الرد على من قال بفناء الدار ) )، وفي الحقيقة أن هذا القول مستمد من أقوال أهل البدع، والدليل على ذلك أي على أنهما باقيتان لا تفنيان أبدًا ولا تبيدان قوله تعالى في نعيم الجنة: ? إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ?، وقوله تعالى: ? وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ?، وقوله تعالى في آيات كثيرة عن أهل الجنة: ? خالدين فيها أبدًا ?، وقال تعالى عنهم أيضًا: ? لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ?، وهذا نفي للموت عنهم وكما أفاده أيضًا حديث ذبح الموت بين الجنة والنار، وقوله: (( يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت ) )وهو في الصحيح.