.. ومن ذلك: ما رواه البخاري أيضًا من حديث أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال: (( إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار الآخرة ) ). قيل: يا رسول الله إن كانت لكافية. قال: (( فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا ) ).
... ومن ذلك: ما في الصحيح قال النبي ?: (( اختصمت الجنة والنار عند ربهما، فقالت الجنة: يا رب ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس ومساكينهم، وقالت النار: يا رب ما لي لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون، فقضى الله بينهما: أنت الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وأنت النار عذابي أعذب بك من أشاء ولكليكما ملؤها ) ).
... ومن ذلك: ما في الصحيحين أن النبي ? قال: (( دخلت النار امرأة في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ) ).
... ومن ذلك: ما في الصحيح من حديث صلاته ? صلاة الكسوف وأنه عرضت عليه الجنة والنار، وأنه قال: (( ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ) )، وأنه تقدم ليناول من الجنة عنقود عنب وقال: (( لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ) )، وأنه رأى النار يحطم بعضها بعضًا وقال: (( فلم أر اليوم منظرًا قط أفظع ) )وكل ذلك دليل على وجودهما.
... ومن ذلك: ما رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة مطولاً وفيه: (( لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل فقال: اذهب فانظر إليهما ... ) )الحديث بطوله.
... والأحاديث في إثبات ذلك كثيرة جدًا ولعل فيما مضى كفاية، والخلاصة من ذلك أن نؤمن إيمانًا قطعيًا على أن الجنة والنار موجودتان الآن، والله أعلم.