.. ومن ذلك: ما في الصحيحين أيضًا من حديث أنس في سؤال الميت في قبره وفيه: (( فيقال: هذا مقعدك في النار أبدلك الله به مقعدًا من الجنة فيراهما جميعًا ) )، ورؤيته لهما رؤية حقيقية لا أنها خيال وضرب أمثال كما يقوله من يقوله من أهل الأهواء والبدع، ومثله في الدلالة حديث البراء بن عازب المتقدم مطولاً وفيه: (( فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة ) )، وفيه أيضًا: أنه يقال للكافر: (( فينادي منادٍ من السماء: أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابًا إلى النار ) )، وهذا دليل على أنهما موجودتان.
... ومن ذلك: ما في الصحيحين في حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: (( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرتك فوليت مدبرًا، فبكى عمر وقال: على مثلك أغار يا رسول الله ) )ورؤيا الأنبياء حق وصدق.
... ومن ذلك: ما في الصحيحين أيضًا من حديث أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) )، وهو صريح في الدلالة على المطلوب.
... ومن ذلك: ما في الصحيحين أيضًا من حديث أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ) )، وكيف يجد الناس فيحها وهي لا زالت معدومة؟ لكن سبحان من أعمى بعض القلوب ونعوذ بالله من الخذلان.
... ومن ذلك: ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (( اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا فإذن لها بنفسين، نفسٍ في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من فيح جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جنهم ) ).