.. وروى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت: تعوذي بالله من عذاب القبر، فسألت عائشة النبي ? عن عذاب القبر فقال: (( نعم عذاب القبر حق ) ). قالت عائشة: فما صلى النبي ? صلاة بعد قط إلا تعوذ بالله من عذاب القبر.
... وفي صحيح مسلم أن النبي ? كان في حائط لبني النجار على بغلة له والصحابة معه، إذ حادت به وكادت تلقيه فإذا أقبرٌ ستة أو خمسة، فقال: (( من يعرف هذه الأقبر ) )؟ فقال رجل: أنا. قال: (( فمتى ماتوا ) )؟ قال: في الشرك. فقال: (( قد أوحي إلي أن هذه الأمة تفتن في قبورها ولولا أن لا تدافعوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع ) )ثم قال: (( تعوذوا بالله من عذاب القبر ) ). فقالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: (( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ... ) )الحديث.
... وفي الصحيحن عن ابن عباس قال: مر النبي ? بقبرين فقال: (( أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبر، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة ) )، فدعا بجريدة رطبة فشقها باثنتين فغرز على كل قبر واحدة، فقالوا: لم فعلت ذلك يا رسول الله؟ قال: (( لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا ) ).
... وفي الصحيحين أيضًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ) ).