فهرس الكتاب
الصفحة 138 من 614

.. ومن ذلك الحديث الطويل حديث البراء بن عازب: (( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مَدَّ البصر ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ) )، قال: (( فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسكٍ وجدت على وجه الأرض ) )، قال: (( فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها على ملأٍ من الملائكة - إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء، فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماءٍ مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ) )، قال: (( فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله؟ فيقولان له: وما عملك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة ) )، قال: (( فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مُدَّ بصره ) )، قال: (( ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أبشر بالذي يسرك أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ) )، قال: (( وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام