فهرس الكتاب
الصفحة 136 من 614

.. فمنها: قوله تعالى في آل فرعون: ? النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ?، وقال تعالى: ? ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ?، وقال تعالى: ? ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ?، وقال تعالى: ? سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب الحريق ?، فقد قال ابن مسعود وأبو مالك وابن جريج والحسن البصري وسعيد وقتادة وابن إسحاق: أن المراد بذلك عذاب الدنيا وعذاب القبر، والعذاب العظيم هو عذاب جهنم - نعوذ بالله من عذاب القبر وعذاب النار -. وقال تعالى: ? يثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ?، فقد ثبت في الصحيحين من حديث البراء عنه ?: أنها نزلت في عذاب القبر.

... وأما السنة فهي طافحة بإثبات ذلك، ففي الصحيحين من حديث أنس ? قال: قال رسول الله ?: (( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيجلسانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل - لمحمد ? - فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبدالله ورسوله، فيقولان: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله مقعدًا من الجنة، فيراهما جميعًا، وأما المنافق أو الكافر فيقولان له: ما تقول في هذا الرجل، فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ويُضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ) ).

... وفيهما أيضًا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ?: (( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له: هذا مقعدك حتى يبعثك الله عز وجل ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام