أوضح من كلامي هذا، وهي قوله تعالى: ? أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ?، والله أعلم.
... وأما الدليل الحسي: فمن وجهين:
... أحدهما: إجابة الدعاء، فيرفع العبد يديه سائلاً فتأتيه الإجابة، فمن الذي سمع دعاءه وأناله رجاءه؟ إنه الله الذي لا إله إلا هو، مجيب الدعوات وقاضي الحاجات ومفرج الكربات، قال تعالى: ? ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ?، وقال تعالى: ? وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ... ? الآية، وقال تعالى: ? وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ألا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين ?، وقال تعالى: ? وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ?، فمن الذي سمع دعاء ذا النون وهو في هذه الظلمات فنجاه من هذه الكربات إلا رب الأرض والسموات، ومن الذي سمع دعاء زكريا وهو مستخفٍ مُسِرٌ به في الخلوات فوهب له يحيى سيدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين، ومن الذي أجرى للمدينة السحابة العظيمة لتغيث العباد ببركة دعوته ? على المنبر ولم يكن في السماء قبل الدعاء سحاب ولا قزعة؟ إنه الله تعالى، ولا يزال ولن يزال ربنا جل وعلا هو كاشف السوء ومجيب المضطر إذا دعاه، فهو ملاذ الراجين ومعاذ الخائفين، فإجابة الدعاء من البراهين الحسية القاطعة الدالة على وجوده جل وعلا.