فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 614

.. الرابع: حث النفس وحملها على إحسان الظن بالله تعالى وأطرها على ذلك أطرًا، فإن التطير نوع من إساءة الظن بالله تعالى، ومما يذهبه إحسان الظن به جل وعلا وأن ما أصابك من الضر أو فاتك من الخير إنما هو شيء قد اختاره الله لك، وخيرة الله لك خير من خيرتك لنفسك فاحمد الله واشكره على ما قضاه وقدره وارض وسلم فإن أمر المؤمن كله خير ولله الحمد والمنة.

... الخامس: مدافعة ذلك بالتوكل على الله تعالى وحسن الاعتماد عليه، فإنه وحده جل وعلا معاذ الخائفين وملاذ الراغبين الراجين، لا ملجأ لهم غيره ولا رب لهم سواه، فتوكل عليه وعلق قلبك به التعلق المطلق وإياك أن ينصرف شيء من تعلقه عليه إلى التعلق بالطيور أو البوم فهذا والله هو الخيبة والخسارة، فالقلب لا يزال في فرح وسعادة وأمان لا يوصف ما كان متعلقًا بكليته على ربه وعلا ومتى انصرف عنه إلى غيره فناهيك عن الضيق والضنك والهم والغم الذي يصيبه ويحل فيه، فيا رب نعوذ بك من أن تتعلق قلوبنا بغيرك ونسألك أن تعيننا على تحقيق ذلك.

... السادس: قرن ما مضى من الأمور بالأذكار الشرعية والأوراد المرعية التي وردت في ذلك، فمن ذلك ما رواه أبو داود بسندٍ صحيح عن عقبة بن عامر قال: (( ذكرت الطيرة عند رسول الله ? فقال: (( أحسنها الفأل ولا ترد مسلمًا فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ) )، ولأحمد من حديث ابن عمرو: (( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ) ). قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: (( أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ) ).

... ومن ذلك الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن هذه الواردات من الشيطان والاستعاذة تضعف عمله وتسد أبوابه.

... السابع: عقد العزم والمضي قدمًا والالتهاء عن هذا الوارد وقطع التفكير فيه والاشتغال عنه بما هو أنفع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام