.. الأول: طلب العلم الشرعي المؤصل على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة في أمور الاعتقاد، وهذا أعظم سلاح وأقوى ما يدافع به مثل هذه الواردات، ولذلك فإنه لا يقع في مثل ذلك ويسترسل معه إلا من غلب عليه الجهل، فالله الله بالعلم الشرعي، فعليك بطلبه من فطانه في حلقات أهل العلم الموثوق بعلمهم وأمانتهم وفي قراءة كتب السلف الصالح وخصوصًا كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وأئمة الدعوة عليهم الرحمة والرضوان وأسكنهم الله فسيح وعالي الجنان وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى وجزاهم الله خير ما جزى عالمًا عن أمته.
... الثاني: الاعتقاد الجازم الذي لا يخالطه ريب بوجه من الوجوه أنه لا يجلب الخير ولا يدفع الشر إلا الله تعالى، وأن هذه الأشياء مخلوقات ضعيفة لا تملك لنفسها نفعًا ولا ضرًا، فكيف تملكه لغيرها؟ فإن فاقد الشيء لا يعطيه، فالله هو مالك الملك وبيده الخير كله أوله وآخره والكون كله علويه وسفليه تحت سلطانه وقهره وتصرفه لا يملك أحد معه ضرًا ولا نفعًا، فلابد أن نربي أنفسنا على ذلك وندربها على تذكره دائمًا حتى يكون من طبيعتها، والله المستعان.
... الثالث: أن تؤمن بقدر الله تعالى وأن ما أصابك من الضر أو فاتك من الخير إنما هو بقدر الله الذي كتب وفرغ منه وجفت منه الأقلام وطويت صحفه، فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتب لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتب عليك فلا تحمل المسؤولية طيرًا ولا زمانًا ولا مكانًا لأنه أمر قد فرغ منه.