.. وغير ذلك، والمقصود أن يتجنب العبد الأسباب التي من شأنها إثارة مثل هذه الأفكار المذمومة، ومن القواعد المقررة في الشريعة سد الذرائع المفضية إلى الممنوع.
... السابع: الحرص التام على توطين النفس لطلب العلم الشرعي النافع وإشغال النفس به الإشغال التام، وخصوصًا في أبواب المعتقد، فأقبل على حلقات أهل العلم واجث بالركب عندهم وأطل ملازمتهم وانهل من معين علومهم وأخلاقهم وأقبل على وكتب السلف الصالح فأكثر من مطالعتها واستخراج فوائدها وأبرد حرارة ظمأ قلبك ببرد يقينه، فطوبى لعبد أشغل وقته بمطالعتها، ويا سعادة قلبٍ استقرت فيه علومها، ودع عنك قيل وقال وخذ وهات وإضاعة الأوقات في الذهاب والإياب، والله يحفظنا وإياك.
... الثامن: أن تقرأ سورة الإخلاص، فإنه قد ورد في بعض روايات حديث أبي هريرة: (( وليقرأ: ? قل هو الله أحد ? ) )، فالله تعالى هو الأحدُ في ذاته وفي صفاته وأسمائه وأفعاله، والصمدُ الذي له من الصفات أعلاها وغاياتها ونهاياتها، وهو الغني بذاته عن كل أحد، فلا صاحبة له ولا ولد، ولا أصول ولا فروع، لأنه الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، الذي له الملك كله، وإليه يرجع الأمر كله، المنفرد بالأحدية والصمدية والربوبية والألوهية، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا مكافئ له في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله جل وعلا وتقدس وتنزه عن مماثلة المحدثات، وتعالى جل وعلا عن الأوهام الفاسدة والظنون الكاذبة والاعتقادات الباطلة والأفكار العاطلة، آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنا برسول الله ? وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله، فلا ندخل في هذه الأبواب متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا.