فهرس الكتاب
الصفحة 576 من 614

.. الثامن: تقديم العقول على النقول، وهذا أصل من أصول فسادهم، فإن النقل عندهم تابع للعقل، والعقل مقدم عليه، بل العقل هو الميزان، والنقل هو الموزون، والعقل هو المبتدع، والنقل هو التابع، ولذلك فإنهم يعرضون النقول على العقول، فما وافقها أخذوه واعتمدوه وما خالفها ردوه سندًا إن كان آحادًا وقالوا: إن الآحاد لا يقبل في مسائل الاعتقاد، وردوه معنى بالتحريف تارة والتعطيل تارة إن كان متواترًا بحجة أنه لم يتناسب مع عقولهم، ألا فشاهت عقول القردة والخنازير ومن ارتضع من ثديهم، والله أعلى وأعلم.

... التاسع: ضعفهم في معرفة لسان العرب، وهذا أمر واضح فيهم كل الوضوح، فإن الأدلة من الكتاب والسنة نزلت باللسان العربي المبين، فيشترط أن يكون الناظر فيها ذا معرفة باللسان العربي، فيعرف العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمحكم والمتشابه، والمجمل والمبين، والأمر والنهي، والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك، ولكن هؤلاء الطوائف معرفتهم بلسان العرب ضعيفة، فإن غالبهم من الأعاجم ويعرف ذلك من تتبع تراجمهم، والله أعلى وأعلم.

... العاشر: الأخذ بالمرويات الضعيفة والنقول الكاذبة الموضوعة التي لا خطام لها ولا زمام، ويظهر ذلك جليًا في مذاهب الرافضة، فإنهم يبنون معتقداتهم على النقول الكاذبة والمرويات الباطلة التي يروونها - زورًا وبهتانًا - عن آل البيت، والعجب من هؤلاء يتركون الأدلة الصحيحة المتواترة الصريحة ويعتمدون على هذه النقول الباطلة، يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هي خير، وتجد هذا السبب واضحًا في كثيرٍ من الطوائف والفرق، والله أعلم.

... فهذه بعض الأسباب وهي أهمها، فنسأل الله تعالى أن يعافينا وإخواننا من كل فتنة وبلاءٍ، والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام