فهرس الكتاب
الصفحة 531 من 614

.. ومن ذلك: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عامر قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود مع رسول الله ? ليلة الجن؟ قال: علقمة: أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله ? ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنا كنا مع رسول الله ? ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير أو اغتيل. قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء. قال: فقلنا: فقدناك يا رسول الله فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فقال: (( أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ) )قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: (( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم ) )، فقال رسول الله ?: (( فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم ) )، وهذا نص صحيح صريح في تكليف الجن لدعوتهم له وذهابه إليهم وقراءة القرآن عليهم، وهذا دليل على أنهم مكلفون بهذا الكتاب، كما أن الإنس مكلفون به.

... ومن ذلك: حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (( انطلق رسول الله ? في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بينهم وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: مالكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب. قالوا: ما ذاك إلا لشيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهم بنخلة عامدين إلى عكاظ، فأتوا على النبي ? وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن، استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم فقالوا: ? إنا سمعنا قرآنًا عجبًا. يهدي إلى الرشد ... ? الآية ) )رواه مسلم في الصحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام