فهرس الكتاب
الصفحة 524 من 614

.. ومن ذلك: ما جاء في الصحيح من حديث أنس بن مالك ? أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند رسول الله ? في ليلة ظلماء حندس، فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما فجعلا يمشيان بضوئها، فلما تفرقا أضاءت عصا الآخر، وهذه الإضاءة كانت كرامة لهذين الصحابيين الفاضلين - رضي الله عنهما - وعن سائر أصحاب رسول الله ?.

... ومن ذلك: ما جاء في الصحيح أيضًا من حديث البراء ? قال: قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة، فجعلت تنفر فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، فذكر ذلك للنبي ? فقال: (( اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت عند القرآن ) )أو قال: (( نزلت للقرآن ) ).

... وفي حديث أبي سعيد ? عن أسيد بن حضير أنه كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، قال: فقرأت ليلة سورة البقرة وفرس لي مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب منه، فجالت جولةً فقمت ما لي هم إلا ابني يحي، فسكنت الفرس، ثم قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة فيها المصابيح تقبل من السماء فهالني فسكت، فلما أصبحت غدوت على رسول الله ? فأخبرته فقال: (( اقرأ أبا يحيى ) ). فقلت: قد قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني. فقال: (( اقرأ أبا يحيى ) ). فقلت: قد قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني. فقال: (( اقرأ أبا يحيى ) ). فقلت: قد قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالني. فقال: (( تلك الملائكة دنت دنوًا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم ) ).

... وهذا لاشك أنه كان كرامة لهذا العبد الصالح رضي الله عنه وأرضاه.

... ومن ذلك: ما حصل للصحابي المجاهد الشجاع خبيب لما كان أسيرًا، فإنه كان يأكل من قطف عنب وما بمكة ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقًا رزقه الله إياه، والقصة بطولها رواها الإمام البخاري في صحيحه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام